** أصغر قاتلة **
*عمرها 8 سنوات وتعمل خادمة عند لواء*
هذه الطفلة الصغيرة شكلت لغزا غامضا...حيرت أجهزة الأمن المصرية وأصبحت مادة خصبة يدرسها خبراء وعلماء الإجتماع والنفس حيث منحها الجميع لقب "قاتلة تحت التمرين " بجدارة وبدون منازع...محاضر الشرطة والنيابة تقول ان هذه الطفلة القاتلة عمرها 8 سنوات فقط وتعمل خادمة!!
والمدهش انها ابتكرت طريقة جديدة للقتل لم يسبقها إليها أحد من عتاة المجرمين.
لقد دست المنظف الصناعي السام "كلوركس"في كوب المياه وقدمته لمخدومها العجوز... الذي كان منذ سنوات يحمل رتبة لواء دكتور في جهاز الأمن المصري.
قتلته ببطء وانتقمت منه شر الإنتقام لأنه كان يسبها ويضربها إذا أخطأت قي عملها في خدمة المنزل.
الطفلة تعترف بكل تلقائية بأنها قاتلة سيدها.. ترحب بالسجن وتقول أنها سعيدة بالأيام التي قضتها في محبسها .. قالت : وجدت مكانا أنام فيه أنظف من منزلنا بقريتي بالصعيد.. زميلاتي المحبوسات وأنا نسهر معا نلعب ونمرح دون أن نشعر بأننا ارتكبنا جرائم وهذا ما كنا نفتقده في حياة الحرية هنا نجد من يحضر لنا الطعام و في حياة الحرية كنا العبيد.
الرأي العام يتعاطف مع الطفلة التي تحمل إسما جميلا "حورية" وجسدا نحيلا...
الكل يجمع على أن هذه الطفلة ضحية ظروف ظالمة جعلتها قاتلة....
لم تعش طفولتها مات أبوها وتركها مع ثمانية من أشقائها وهم ولدان وست بنات
حيث لم تستطع الأم تحمل المسؤولية الكبرى بالإنفاق عليهم وسط أمواج الحياة المتلاطمة فقامت بتوزيع 6 بنات للعمل خادمات في المنازل حتى تستريح من غذائهن و كسوتهن وتحصل على أجورهن للإنفاق على الولدين الصغيرين.
في قسم مباحث الأحداث بالقاهرة ألتقيت بأصغر قاتلة في عالم الإجرام...
رمقتها و كانت دهشتي أنها قصيرة القامة تحسبها لا تتعدى ال5 سنوات,ملابسها متسخة و ممزقة لكن عندما تتحدث إليها تشعر بأن لسانها
أطول من قامتها... تتحدث بطلاقة و كأنها جامعية
أو حكيمة زمانها ..سألتها عن إسمها و حكايتها ..
قالت إسمي حورية وأعلم تماما أنه يعني من حوريات الجنة هكذا كان يقول لي سيدي الذي قتلته لكني لن أدخل الجنة لأني قاتلة.
**مقتل طفولة**
أبي اسمه شتيوي اسماعيل كان يعمل في جمع ثمار النخيل العالي من البلح و إعطائه لأصحابه... أمي ربة منزل كثيرة الإنجاب أنجبت ثمانية...
كنا نعيش في سعادة و نلعب أنا و شقيقاتي في الشارع ببلدتنا بمحافظة المنيا بصعيد مصر.
في العام الماضي مات أبي بعد صراع مع المرض ولم يترك
أي ميراث سوى منزل بسيط نتكدس بداخله بدون غطاء باستثناء بطاطين بالية قديمة ...
تولت الأم مسؤوليتنا و لكن كيف لها و هي لا تعمل شيئا.. أقاربنا لم يمد أحدهم يد المساعدة لنا ..
8 أفواه في انتظار الطعام صباح مساء و لكن من أين؟؟
أشار الجيران على امي بان تخرجنا للعمل في مزارع القرية سواء في جني القطن أم مقاومة الدودة أم جمع الحشائش من زراعات القصب و نعود آ خر اليوم وفي أيدينا 9 جنيهات حيث ان اجر الواحدة منا يوميا جنيه ونصف الجنيه
لكن هذا العمل لم يدم طويلا لأن له مواسم فقط وبقي الحال على ما هو عليه.....
لذلك قررت أمي ان ترسلنا الى القاهرة جميعا نحن البنات
للعمل شغالات في منازل كبار القوم . . .
عملت كل شقيقاتي اللاتي يكبرنني سنا , إحداهن عند طبيب كبير من بلدتنا يقيم في القاهرة و له مزارع كبيرة والاخرى في منزل أحد الأثرياء
و ثالثة عند مدرس ثانوي والرابعة و الخامسة و ظللت أنا الصغرى مع الولدين بالقرية حتى تقدم شخص و خطب شقيقتي الكبرى (منى)
و تم الزفاف
بعد زفاف شقيقتي أرسل سيدي مرسالا إلى امي يطلب إحدى البنات لتحل محل شقيقتي"منى" التي تزوجت فقامت أمي بارسالي اليه
حتى تتخلص من شقاوتي حيث كنت دائمة الشجار مع اطفال القرية
تعهد عم فريد بتوصيلي الى البيه في مصر و طوال رحلة القطار
كنت احملق سعيدة بانني اركب هذا القطار السريع
لانني لم اركب إلا حمار عم حسن جارنا للذهاب الى الحقل..!!
وصلت الى القاهرة .. اعجبت بالمباني الشاهقة و الشوارع النظيفة و السيارات .. وصلنا الى منزل البيه الكبير .. انه مثل المنازل التي كنت اشاهدها في تلفزيون جارنا عم محمود..بدأت زوجة البيه تعلمني كيف اكنس و امسح و اغسل الأواني و كذلك شغل البيت .
قالت أنها بدأت تمارس مسؤوليتها في نظافة المنزل و ترتيبه و خدمة الأسرة بأكملها دون أن تحصل على مليم حيث ان راتبها كان البيه يسلمه الى العم فريد ليسلمه بدوره الى امها.
و تضيف شعرت بالظلم حيث كان الضرب و الإهانة هما القاسم المشترك في التعامل معي عند ارتكاب أي خطأ في شغل البيت و تمنيت ان اعود الى بلدتي العب مع اطفال شارعنا . .
وجدت ان حفيدة البيه تلقى من الإهتمام والرعاية الكثير والكثير و تمتلك لعبا كثيرة و ملابس جديدة
أما انا فكل ما ألقاه هو العمل الشاق و الإهانة و الضرب بسبب او بدون سبب.
** أريد أمي!!**
تمنيت أن تحضر امي لزيارتي حتى ارتمي في حضنها واشكو لها ما انا فيه.. علمت بان امي لا تسال إلا عن راتبي اول كل شهر .
البيه اللواء كان اكثر شخص يعاملني بقسوة في هذا المنزل ... كان يضربني و يشتمني .. زوجته الست سهير كانت كويسة .. ابنته الست شيرين كانت تحبني وتصطحبني احيانا للنزهة لانها كانت تعمل مرشدة سياحية.
**الإنتقام **
فكرت في الإنتقام لنفسي.. للذل والعذاب الذين أعيشهما .. انتهزت فرصة اصطحاب الاسرة لي معهم في السيارة لشراء مستلزمات البيت و عندما تركوني وحدي قمت بتحطيم زجاج السيارة انتقاما منهم ومن معاملتهم السيئة و كان نتيجة ذلك علقة ساخنة لي من البيه و من جميع افراد الاسرة الذين قرروا تربيتي من جديد . . .
قررت الإنتقام اكثر ... في ليلة من الليالي طلب مني البيه كوبا من الماء قبل ان ينام و كان في فراش المرض ..دخلت المطبخ و أفرغت الكلوروكس
في كوب الماء و أعطيته الماء المسموم ليشرب وعندما شربه نام ولكن لم أكن أقصد قتله , كنت أتمنى أن يتعذب فقط .
أصيب بمغص حاد و طلبت مني الأسرة الإسراع الى الصيدلية لشراء الدواء, و بالفعل ذهبت واشتريت الدواء لكن البيه كان قد فارق الحياة دون أن يدري أحد انني التي قتلته.
تعالت الصيحات معلنة وفاة البيه الكبير ..وبعد تشييع جثمانه جلست الأسرة و الكل منشغلون بالمعزين الذين توافدوا لتقديم واجب العزاء و ظلت الأسرة اكثر من اسبوع تتلقى العزاء.
في إحدى الليالي و اثناء حديثهم عن ظروف وفاة والدهم
قالت ابنته انها تشك في وفاته و بدأوا يسترجعون الساعات الأخيرة قبل موته خاصة عندما أصيب بمغص معوي حاد تسبب في موته و ليس ازمه قلبية حيث انه مصاب بالقلب . . .
وتساءل الجميع هل المغص يؤدي الى الوفاة . .؟!
و ردت الأم بأن آخر شيء تناوله كان كوب ماء قدمته له الطفلة حورية !!
أحضروني و بدأت الأسئلة تنهال علي من هنا و هناك فاعترفت لهم بأنني وضعت له" الكلوروكس"
في كوب الماء .
**نعم قتلته**
وقعت كلمات الطفلة على الأسرة كالصاعقة . . قالت ابنته معنى ذلك ان والدها مات مسموما بسبب هذا المنظف.. ضربوني و اسرعوا بي الى البوليس .. رجال المباحث لا يصدقون ما يسمعونه ..
طلبوا من الطفلة ان تقص عليهم ما حدث .
قالت لم اكن انوي قتله .. كنت اريده ان يتعذب كما كان يعذبني لكن ربنا أراحه قبل ان يذوق العذاب الذي كنت انتظره .. قالت لا اريد العودة الى منزل البيه و لا اريد العودة الى امي
الكل وحوش , اريد ان اجلس معكم هنا في قسم الشرطة .. هنا وجدت من عاملني بحب
هنا أحضروا لي اللعب التي لم أرها في حياتي إلا عند حفيدة البيه و عندما كنت اقترب منها لألعب معها الكل يضربني .
هنا في التخشيبة ألعب مع بنات تجمعنا نفس الظروف . . ان الحياة هنا في التخشيبة أفضل بكثير من الحياة التي عشتها خارجها !!..